لم يتمالك علي رشيد نفسه و سرعان ما تساقطت دموعه من عينيه و هو يروي ما حدث لخاله الذي فارق الحياة بسبب خطأ طبي حيث دخل ماجد محمد الإدريسي (38 عاما) أحد المستشفيات الخاصة لإجراء عملية بسيطة فخرج جثة هامدة مخلفاً وراءه ستة من الأبناء وهم في حالة من الذهول والحيرة لفراق والدهم، فماذا حدث وكيف؟ هذا ما يرويه ابن أخته رشيد. نزهة و يقول رشيد: خرج ماجد في نزهة مع أولاده تلبية لرغبتهم وإدخال السرور عليهم وتوجه معهم إلى المزرعة وأثناء ركوبه على الخيل وقع على الأرض وبعد سقوطه شعر بوجود آلام في أسف الظهر فذهب إلى أحد المستشفيات الخاصة وذلك لأن لديه تأمينا صحيا باعتباره يعمل في شركة الإسمنت، ومن أجل أن يطمئن على صحته ذهب لإجراء فحوصات طبية. كسر وعلى حسب ما هو مذكور في التشخيص الطبي فإنه تم دخول المريض لوجود كسر مع خلع الحوض الأيسر نتيجة إصابة الحوض وتم عمل الأشعة والفحوصات اللازمة التي أظهرت وجود كسر مع خلع في مفصل الحوض الأيسر وتم تحضيره لجراحة تثبيت الكسر تحت مخدر كلي. وكان ماجد يشعر بصحة جيدة وأموره طبيعية جداً وأهله وأصدقاؤه يزورنه في المستشفى وهو يتحدث معهم بشكل عادي، ما حدث فقط هو أن وضع في أسفل قدميه ثقل من اجل شد القدمين وهذا أمر طبيعي لمن لديه كسر من أجل لحم وتماسك العظام. جلطة ويضيف رشيد بأنهم خرجوا من عنده وفي حالة جيدة و ستجرى له العملية في نفس الليلة، وبالفعل أدخل غرفة العلميات لإجراء العملية لكنه لم يخرج منها إلا جثة هامدة، ففي الصباح ذهبت من أجل الاطمئنان عليه ومنعوني من الدخول وقالوا لي اذهب إلى الطبيب (أجنبي) فهو يريد أن يتحدث معك، فذهبت له في غرفته وأخبرني بكلمات متقطعة بأن ماجد أصيب بجلطة مفاجئة ولا أستطيع إعطاءك تفاصيل أكثر حيث حوله أحد المسئولين في المستشفى (سعودي)، وكان رشيد كما يقول في حالة من الانفعال الشديد وأعصابه متوترة فبدأ المسئول يمهد له بالكلام ليخبره في النهاية بأن خاله قد فارق الحياة، فتعالى صوت رشيد لماذا؟ وكيف؟ فالعملية بسيطة جداُ كما قلتم لنا، ما الذي حدث،فجاوبه المسئول بكل بساطة قضاء الله وقدره. جثـة ويتابع رشيد بأنه أخبر أهله فتجمعوا في المستشفى ورفضوا استلام الجثة إلا أنهم بعد ذلك رضخوا مضطرين واستلموها من أجل دفنها بعد يوم من الأخذ والرد فإكرام الميت التعجيل في دفنه كما يقول، ولو اجلنا ما الذي سنستفيده؟ ومن الذي سيطالب بحقنا وسط الروتين الذي ساعد على مثل حدوث وتكرار هذه الأخطاء الطبية وسط إهمال واضح. تشخيص ويعود رشيد لتشخيص المستشفى بأسباب الوفاة الذي يقول: إن سبب الوفاة جلطة كبيرة بالشريان الرئوي (جلطة دهنية) أدت إلى فشل حاد في عضلة القلب وتوقف القلب. تساؤل ويتساءل من المسئول؟ وأين ولمن نوجه الشكوى؟ فهل من المعقول أن يذهب خالي في طرفة عين والسبب خطأ طبي، وكم سمعنا بالأخطاء التي ترتكب في حق المرضى ولكن متى نسمع حداً لهؤلاء الأطباء الذين يتسببون في ذلك، فخالي لن يكون الأخير الذي راح ضحية هذه الأخطاء. مسئولية من جانبه أكد مدير مستشفى الأحساء منصور سعد الفران أن المريض دخل المستشفى لوجود كسر مع خلع في مفصل الحوض الأيسر وتم عمل الأشعة والفحوصات اللازمة التي أظهرت وجود كسر مع خلع في مفصل الحوض الأيسر وتم تحضيره لجراحة تثبيت الكسر تحت مخدر كلي، وعمل له جميع الفحوصات اللازمة. وأضاف أنه تم إجراء الجراحة له مع متابعة جميع الوظائف الحيوية أثناء العملية وكانت حالته مستقرة تماماً أثناء الجراحة والتخدير مع ثبات جميع العلامات الحيوية، وفجأة أي بعد ساعة من بداية التخدير أصيب المريض بانخفاض مفاجئ في نسبة ثاني أكسيد الكربون الخارج ونسبة تشبع الأكسجين بالدم وضغط الدم مع وجود انتفاخ في الأوردة العنقية وتجمعات دموية تحت الجلد وتم عمل إنعاش القلب والتنفس مع استدعاء فريق القلب واستمرت عملية الإنعاش لمدة ساعتين ونصف الساعة تم خلالها إعطاء الأدوية اللازمة المنشطة لعضلة القلب وتم عمل تدليك القلب وتركيب جهاز وريد مركزي وعمل عينات غازات بالدم والأدوية المنشطة للقلب عن طريق الحقن المستمر ولم يستجب القلب للإنعاش. وبناء على ذلك لا توجد أي دلالات على تقصير طبي قبل أو أثناء العملية أو في حالة إنعاش المريض، وتم تحويل الجثة إلى مستشفى الملك فهد للتحقق من أسباب الوفاة ونحن على استعداد للتعاون التام مع أي جهة تحقيق وتحمل كافة المسئولية.