من معاجز النبي (صلى الله عليه وآله))
بركته على التمر:
كان المسلمون قد أصابتهم مجاعة شديدة في أيام حفر الخندق، فأرسلت عمرة بنت رواحة
ابنتها بجفنة تمر إلى زوجها. فجاءت الفتاة تبحث عن والدها بين المسلمين فرآها رسول
الله(صلى الله عليه وآله) فقال لها: ما هذا معك؟
قالت: بعثتني أمي إلى أبي وخالي بغدائهما.
فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله): هاتيه.
فأخذه منها ثم نثره على ثوب وقال لأحد الرجال: ناد بأهل الخندق أن هلم إلى الغداء.
فاجتمع المسلمون عليه يأكلون منه حتى شبعوا كلهم، وإنه ليفيض من أطراف الثوب.
بركته على طعام جابر:
دعا جابر الأنصاري يوما رسول الله(صلى الله عليه وآله) إلى بيته، وكان عنده شيء من الشعير
فأمر زوجته أن تطحنه وتخبزه وكان عنده شاة فذبحها وطبخها، ثم قال لرسول الله
(صلى الله عليه وآله): يا رسول الله قد صنعت لك طعاما فأت أنت ومن أحببت من أصحابك،
فقام رسول الله(صلى الله عليه وآله) وقال
(أجيبوا جابر يدعوكم)
فأقبلوا معه وهم فرقا فرقا، فقال جابر في نفسه: إنها لفضيحة، فجاء إلى زوجته
وأخبرها بالأمر، فقالت: أنت دعوتهم أو هو دعاهم؟
فقال: بل هو دعاهم.
فقالت: دعهم هو أعلم.
فأقبلوا كلهم إلى بيت جابر، وكانوا يدخلون عشرة عشرة.
ثم قال النبي(صلى الله عليه وآله): (اغرفوا وغطوا البرمة وأخرجوا من التنور الخبز ثم غطوه)
ففعلوا ما قاله النبي(صلى الله عليه وآله)، فكانوا يفتحون البرمة وإذا الطعام على حاله،
وكلما غرفوا منه عاد كما كان وهكذا التنور لم يكن ينقص منه شيء،
فأكلوا وشبعوا وبقي الطعام على حاله.
يوم حفر الخندق:
حينما رأى رسول الله(صلى الله عليه وآله) ما بالمسلمين من الإرهاق والتعب يوم حفر الخندق
قال لهم: (إني لأرجوا أن أطوف بالبيت العتيق وآخذ المفتاح وليهلكن الله كسرى
وقيصر ولتنفقن أموالهم في سبيل الله)، وقد تحقق ذلك فعلا.
نصره بالريح:
ومن معاجزه أنه(صلى الله عليه وآله) نصر بالريح وهي تحمل معها الرعب، وكان
(صلى الله عليه وآله) يقول: (نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور)).
إخباره الأعداء بانه سيكسر الأصنام:
ومن معاجزه أنه (صلى الله عليه وآله) أخبر أبا سفيان بكتاب بعثه إليه بعد حرب الخندق أنه
(صلى الله عليه وآله) سوف ينتصر عليه ويكسر اللات والعزى وهبل، وقد تحقق ذلك عام الفتح.
ومن معجزاته المشهورة:
خروج الماء من أصابعه الشريفة، وشفاء أمير المؤمنين علي من الرمد ببصاق فمه المبارك،
وانشقاق القمر، وتحول الشجرة من مكان إلى آخر، وأنه ما كان له (صلى الله عليه وآله) ظل على
الأرض، وكان يرى من خلفه كما يرى من أمامه، وأنه تنام عيناه ولا ينام قلبه فهو(صلى الله عليه وآله)
يسمع ويعي في نومه ما يسمع ويعي في يقظته، وبالجملة فمعاجزه كثيرة جدا وأعظم معجزة جاء بها
من عند الله القرآن الحكيم الذي لو اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بسورة من مثله لما
استطاعوا ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا